قرقيسيا : بلد على الخابور عند مصبه . وهي على الفرات جانب منها على الخابور وجانب على الفرات ، وهي منطقة واقعة في سوريا . الآن قريبة على الحدود العراقية كما ذكر ذلك في مراصد الاطلاع بالمد . وقال الشيخ نجم الدين جعفر بن محمد العسكري في كتابه ( المهدي الموعود ) قرقيسيا : بلدة على نهر الخابور قرب الرحبة على ست فراسخ وعندها مصب نهر الخابور في الفرات فهي بين خابور والفرات . أما تسميتها فقد ذكر الحموي في كتابه ( معجم البلدان – ج8 ص328 ) قيل سميت بقرقيسيا بن طهمورث الملك . قال حمزة الاصبهاني : قرقيسيا معرب كركيسيا . وهو مأخوذ من كركيس . وهو اسم لأرسال الخيل والمسمى بالعربية ( الحلبة ) . وأما قرقيسيا عند الغربيون والأوربيون هي معركة ( هرمجدون ) فهم يعتقدون بها ويؤمنون بحدوثها على ان من نتائجها عودة المسيح الثانية كما هو مذكور عندهم في النبوءات التوراتية التي تشير الى وقعة ( هرمجدون ) وان من بين المؤمنين بها عددا كبيرا من اعضاء النخبة الحاكمة في الولايات المتحدة فضلا عن إيمان عدد من الرؤساء الأمريكيين ومن بينهم ( جيمي كارتر الذي صرح بقوله أتمنى أن يمد الله في عمري حتى أرى معركة هرمجدون ) ، و ( رونالد ريجان ، وجورج بوش ) ولا يزال الساسة الغربيون والاوربيون ينتظرون وقوع الحرب العالمية الثالثة ( هرمجدون النووية ) . وبما ان الاخبار والروايات التي أشارت الى وقعة قرقيسيا المهولة فنحن لا نستبعد حدوث ذلك كما أشار الى ذلك الخبر المروي في كتاب الكافي ( ج8-ص295 ) عن الامام الباقر ( عليه السلام ) قال لميسر : ( يا ميسر كم بينكم وبين قرقيسيا . قلت : هي قريب على شاطئ الفرات . فقال : أما انه سيكون بها وقعة لم يكن قبلها منذ خلق الله تبارك وتعالى السموات والأرض . ولا يكون مثلها ما دامت السموات والأرض . مأدبة للطير . تشبع منها سباع الأرض وطيور السماء . يهلك فيها قيس ولا يدعى لها داعية . وينادي منادي هلموا الى لحوم الجبارين ) انتهى ، فقرقيسيا : السبيل الذي اجتهدت فيه قوى الاستكبار العالمي للنهب والسلب . واستنزاف الأمم المغلوبة . والتسلط عليها بالقهر . وتقسيمها طبقات . يستذل بعضها كالمسلمين من غير العرب مثلا . ويسرق الآخر لخدمة الغزاة الفاتحين وملذاتهم . تخطيط مسبق وسياسة مرسومة بطريقة مرتبة . تقودها جحافل الصهيونية المسيحية الحديثة المتمثلة ( بالماسونية القذرة . والعلمانية الملحدة ودجلة الدين والهوى ) وغيرها من المنظمات التي دخلت ضمن هذا التخطيط المشؤوم مستغلة ظروف القوة التي جاءت معها لتزحف على الأمم المجاورة كي تأكل خيراتها وتنهب أرضها . وتنتحل تشريعها وتتوسم بشعائرها . وأنه اذا كانت هناك مدينة تؤثر عنها فهي مدينة الشعوب المغلوبة على أمرها ( كقرقيسيا ) الغنية بطبيعتها القوية بستراتيجيتها . حيث التنافس عليها سيكون أشد ، والصراع والقتال في سبيل السيطرة عليها سيكون أحد . كل ذلك بدوافع التسلط والهيمنة والنفوذ المتمثل بالاستعمار ( الشرقي . والغربي ) الذي سبق ان دخل مضمار هذه المخططات والمؤامرات وفي صدره علل دفينة ومآرب أخرى . فهم يخططون ويرسمون ولا يعلمون ماذا سيجنون . أنظر الى قوله تعالى :
( أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون * أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين ) ، ولا عجب اذا اضطربت أحكامهم . واختلفت آرائهم ووقع البأس فيما بينهم . لآن المكر والخداع طبيعتهم . والطمع والغرور والهوى رائدهم . وهو الذي سيقودهم الى حتفهم ( قرقيسيا ) أو ( هرمجدون ) ، انظر الى قوله تعالى :
( فاختلف الاحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم ) ، نعم سيقع فيهم ذبح الله الأعظم وسيهلك فيها كل جبار عنيد وكافر عتيد . وستكون دائرة القتال بين فئات ثلاثة وهم ( الأتراك ، والروم ، والسفياني ) وأول الناس هلاكا فيها ( قيس ) كما أشار الحديث الى ذلك وسيكون النصر حليف السفياني . ففي كنز العمال ( ج8- ص68 ) عن أبي جعفر الباقر ( عليهما السلام ) : ( اذا ظهر السفياني على الأبقع والمنصور اليماني . خرج الترك والروم فيظهر عليهما السفياني ) وفي كتاب الفتن للمروزي ( ص127 ) عن أرطأة قال : اذا خسف بقرية من قرى دمشق . وسقطت طائفة من غربي مسجدها فعند ذلك يجتمع الترك والروم يقاتلون جميعا . وترفع ثلاث رايات بالشام . ثم يقاتلهم السفياني حتى يبلغ بهم قرقيسيا ) وفي عقد الدرر عن جابر بن يزيد الجعفي قال : ( قال أبو جعفر ( عليه السلام ) ياجابر إلزم الأرض ولا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى ... الحديث الى ان يقول .. ومارقة تمرق من الترك ويعقبها هرج الروم ... الى آخر الحديث ) وفيه أيضا : عن أبي عبد الله الحسين بن علي ( عليهما السلام ) انه قال :
( ان لله مأدبة بقرقيسيا . ( وعنده ) يطلع مناد من السماء ينادي ياطير السماء وياسباع الأرض هلموا الشبع من لحوم الجبارين ) والجبار العنيد هو كل حاكم منحرف . وهو كناية عن ان كل من يقتل يومئذ من أي الجيشين هو من الفاسقين المنحرفين وبذلك تتخلص المنطقة من أهم القواد العسكريين الذين يحتمل أن يجابهوا الامام المهدي ( عليه السلام ) عند ظهوره وتلك هي ارادة الله سبحانه وتعالى . ( ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ) .[center]